دروس من الازمة في غزة للحركة الكوردية : بيت العنكبوت في تحالف قيادة الحركة الكوردية وامريكا

دراسة من اعداد د. عثمان علي  مدير-مركز تاسك

رقم الدراسة 9، 2024

ان هناك بعض الاحداث في تاريخ الشعوب هي احداث مفصلية كضرب يابان لبيرل هاربر في امريكا اثناء حرب العالمية الثانية والذي سبب دخول امريكا الى الحرب وانتصار الحلفاء.وهناك اجماع بأن الشرق الاوسط بعد حرب 7 اكتوبر لن يكون مثل قبلها هناك تغيير كبيير في المعادلات السياسية والتي ستفرز نفسها في المستقبل المنظور.وستكون هناك افرارزات سياسية واقتصادية ولن تكون المسألة الكوردية واقليم كوردستان بمنائ منها. ان الازمة في عزة مليئة بالدروس والعبر لكل حركات العالم وخاصة شعب كوردستان في اجزائها الاربعة. وصف البعض الحرب بكونه حربا ضد الارهاب ومحور المقاومة التي تقودها ايران ووصفته الاخرون بكونه حرب الابادة الشاملة وادانت محكمة العدل الدولية الجانب الاسرائيلي ودعت الى انسحابها من غزة واصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارا بملاحقة نتانياهو ووزير الدفاع الاسرائيلي غالانت بتهمة ارتكاب حرب الابادة الشاملة. ما عدا بعض الحكومات الغربية كامريكا وبريطانيا وفرنسا الواقعة تحت نفوذ وهيمنة اللوبيات الاسرائيلية، هناك اجماع دولي بأن اسرائيل قد فقدت كل مصداقيتها وشرعيتها ككيان سياسي تمثل شعب مظلوم تعرضت لحرب الابادة عدة مرات في تاريخها. فا صبح غزة رمز لحركات التحرر والمسألة التي توحد حركات التحرر في العالم وهذا ما تمثله الحركة الطلابية العالمية المناهضة لاسرائيل والتي نشطت في الجامعات الغربية وامريكا بالذات واصبحت تاثيرها كتاثير حرب فيتنام في الستينات والسبعينات من القرن الماضي . وادانت الزعيم الكوردي المعتقل في تركيا صلاح الدين دميرتاش الممارسات الاسرائيلية باشد العبارات. يبدو ان وضع بعض قادة الكرد كما يقول المثل العراقي كبلاع الموس-اذا نزل الموس الى الحلقوم سيبب جراحا خطرة في الحلقوم واذا اراد اخراجه من الفم دمر لسانه وفمه.نناقش في هذا التقرير موقف قادة الكورد في العراق وتركيا وسورية من الحرب. علما تتصف موقف الكورد من هذا الحرب بالتباين والغموض وحتى احيانا التناقض . وستكون لهذا الحرب تبعات على الكورد . فتوسيع الحرب يعني احتمال توريط اطراف كوردية في الاقليم وروزاوا مع المعسكر الامريكي-الاسرائيلي ضد جبهة المقاومة ولكن جناحا في الحركة الكوردية وبالتحديد الاتحاد الوطني وحناح في ب ك ك قد يجبر الى مساندة جبهة ايران . علما ان هناك احتمال ان تتعرض كوردستان الى هجمات عسكرية في اربيل وحرير وقد يتحول اربيل في صراع- التي ليس للكورد فيها لا ناقة ولا جمل- الى ىمدينة مدمرة مثل غزة. علما ذكرت صحيفة تلغراف البريطانية ومن مصادر موثوقة ن قسم من القيادة الايرانية لا تحبذ الحرب المباشر مع اسرائيل واقترحوا ضرب الامريكان في الاقبيم .اذن القيادة الكوردية امام تحدي صعب لتقرر اولياتها ولكنها غير قادرة على ذلك لانها مشتتة ولا تملك الرؤية الاستراتيجية وليست مستقلة في قرارها. فمن جانب امريكا تمول وتسلح 13 لواءا من البيشمه ركة في الاقليم ولكن في نفس الوقت مفلس اقتصاديا وتعتمد على الرواتب التي من حكومة بغداد الموالية لايران. ونفس التحدي موجود في روزاوا حيث تعتمد قيادة بي د ( ب ك ك-فرع سوريا) في بقائها على الدعم الامريكي وفي بيئة معادية ومطوقة بين دمشق وتركيا والعشائر العربية المستاءة من سيطرتها وتتحين الفرص للانقضاض على قيادة روزاوا.
اما اذا تم احتواء الحرب في حدودها الحالية ستكون ذلك لصالح ايران وحلفائها وستقوى شوكتها في المنطقة وستضطر تركيا الى التحالف معها والتنسق الكامل معها في العراق وسوريا وهذا يعني القضاء على الكيان في روزاوا وتشتيت واضعاف الاقليم وقد ينسق تركيا مع ايران الجهود لضرب وجود ب ك ك في المناطق الحدودية بينهما وستنقل المعركة بين ب ك ك والحزب اليدمقراطي الى داخل الاقليم.
اما الدروس المستوحاة من الحرب في غزة فهي كالاتي :
1) ليست هناك ادنى شك بان شعب كوردستان وحركتها التحررية وكيانها الاقليمي تعيش في اجواء معادية وهناك اكثر من طرف دولي واقليمي تتربص الفرص للقضاء عليها . وان حكومة الاقليم ليست في وضع ان يطلب منها اعلان التضامن مع حماس وشعب غزة. ولكن الواجب الاخلاقي والانساني تلزمها بان لا تنضم الى التحالف الذي يقودها امريكا واسرائيل وان تسمح للاطراف الكوردية والشخصيات المعارضة لاسرائيل ان تكون حرة في التعبير عن موقفها بشكل حضاري.
2) على الكورد ان يعوا هذه الحقيقة ان امريكا وحلفائها استطاعوا ان يمهدوا ويسهلوا ويمّكنوا نتانياهو بالسلاح والمال والاعلام لارتكاب حرب الابادة الشاملة ضد الفلسطينين وهي نفس امريكا وحلفائها الغربيين الذين ساعدوا ومكنّوا صدام بالدعم المادي وتكنولوجية الغارز الكيمياوي في الثمانينات من القرن الماضي لارتكاب حرب الابادة في كوردستان . اذن امريكا وحلفائها الغربيين ليسوا اصحاب رسالة وحضارة ومدافعيين حقيقيين عن حقوق الانسان كما يدّعون. ان الحفاوة و الاستقبال الرهيبين الذي لاقاه نتانياهو في الكونجرس الامريكي بعد ارتكاب مذبحة بحق اكثر من 10 الاف وامراة وفي مراى ومسمع العالم يوم تاريخي مشين واسود وعلامة الى مدا افلاس امريكا وتنصلها من مباديء الثورة الامريكية التي كانت بحق صفحة مضيئة في نضال الشعب الامريكي من اجل الحرية.
3) منذ انطلاق حرب غزة وفي مناسبتين مهمتين اجبر اللوبي اليهودي الحكومة الامريكية وحلفائها على ارسال ما تملك من الاساطيل والترسانات الحربية الى الشرق الاوسط لردع ايران من الهجوم على اسرائيل . والسؤال هنا اذن بينما كوردستان تأوي قاعدتيين عسكريتين ومراكز استخباراتية متقدمة لجمع المعلومات عن ايران لصالح امريكا واسرائيل وزوّدت كوردستان لاكثر من عقد 40% من نفط اسرائيل لماذا لم تقم اسرائيل واللوبي اليهودي باقناع الحكومة الامريكية لايقاف قاسم سليماني وزحف الحشد على كركوك في 16 اكتوبر 2017 ؟. اذن نحن نخدم المصالح الاسرائيلية والامريكية ونعرض مدننا وشعبنا الى اخطار جدية من دول المنطقة دون ضمان ودون مقابل. وان استنادنا المستقبلي على امريكا وحلفائها لضمان امن كوردستان كحال من يؤي الى بيت من العنكبوت لحمايتها من الاخطار المحدقة.
4) ان تعاطف شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني واقدام الكثير من الدول الافريقية وامريكا اللاتينية الى قطع علاقاتها مع اسرائيل والعزلة الدولية التي تعاني منها اسرائيل وضع اسرائيل في مكانة دولية شبيهة بتلك التي وصلت نظام الابارتيد في جنوب افريقيا وسقطت تلك النظام بعد العزلة الدولية رسميا وشعبيا.اذن ان النظام الصهيوني هو نظام منبوذ دوليا وزائل في المستقبل فعلى قادة الكورد ان يدركوا هذه الحقيقة وعدم الوقوع في فخها ومؤامراتها ومخططاتها في المنطقة خاصة العقد الابراهيمي.
5) هذا لا يعني الدخول الى صف ما يسمى بجبهة المقاومة والتي هي في الحقيقية محاولة لفرض الهيمنة الايرانية والصفوية الجديدة وقيمها الهدامة والتي لا تقل خطورة على قيم ووجود شعب كوردستان من الحركة الصهيونية. اذن على القيادة الكوردية فهم ابعاد الصراع الدائر واستيعاب كل مفرداتها وتوظيفها لصالح الكورد و لرسم سياسة تحفظ الكورد وكوردستان من حرب شاملة ووشيكة خاصة بعد ان اصبح ايران تملك اسلحة دمار شامل وقاب قوسين او ادنى من امتلاك السلاح النووي ويقولها قادة الغرب واسرائيل بأنهم لن يسمحوا لايران بتحقيق اطماعها التوسعية وان اعطاء ايران الصواريخ والمسيرات الحربية لروسيا في حربها في اوكرانيا اعتبرتها الاوساط الغربية تجاوزا خطرا لخطوط الحمر المرسومة لايران. علما ان قادة اسرائيل لا يخفون خططهم المستقبلية لضرب ايران واذا جاء ترامب للحكم سيكون الحرب الشاملة على ايران اكثر احتمالا.
6) اجلب نظر القاريء الى قراءة الملف الملحق لهذا التقرير الذي اعده مركز تاسك للدراسات والتي استندت الى مصادرغربية وعربية وتعرض موقف الكورد لحد الان من الصراع واحتمالات وافرازات الحرب الدائرة في غزة.

وقد كتب الكاتب الامريكي العربي هشام ملحم عن تبعات هذا الحرب مقالا بعنون ” حرب غزة وتداعياتها الإقليمية والعالمية”

حرب غزة وتداعياتها الإقليمية والعالمية


وبغض النظر عمن سيحكم إسرائيل بعد الحرب، ربما بعد انتخابات نيابية تأتي بائتلاف جديد، فإن مضاعفات هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول واجتياح غزة سوف تؤثر على المجتمع الإسرائيلي اجتماعياً ونفسياً واقتصادياً أكثر مما اثّر عليه غزو لبنان في 1982. هذه التطورات بدورها سوف تقلص كثيرًا، وقد تجمد لوقت طويل، أي بحث جدي لأي تسوية مع الفلسطينيين. قبل الحرب، كانت الولايات المتحدة تعمل بجهد حثيث للتوصل إلى صفقة ثلاثية تؤدي إلى تسوية سلمية بين إسرائيل والسعودية برعاية وضمانات أميركية. تفاصيل هذه الصفقة الثلاثية كانت قيد نقاش طويل منذ أشهر، حيث كان الرئيس بايدن يوفد مبعوثيه إلى إسرائيل والسعودية لمتابعة الاتصالات والمباحثات. ويرى بعض المحللين أن من بين الأهداف التي أرادت حركة حماس أن تحققها من هجومها الذي كان يهدف إلى قلب المعادلة التي كانت تهيمن على العلاقة مع إسرائيل، هو نسف هذه المساعي لعقد صفقة ثلاثية اعتبرتها الحركة متعارضة مع مصالح الفلسطينيين.

بعد توقف القتال، سوف تترك القوات الإسرائيلية الغازية ورائها في معظم المناطق التي كانت مأهولة في غزة قبل الحرب أهرامات لا تحصى من الركام والأطلال، واقتصادًا مدمرًا كليًا، وربما ثلثي عدد سكان غزة دون مأوى ولا يمكنهم البقاء على قيد الحياة دون معونات إنسانية دولية لوقت طويل. عسكرياً وأمنياً، سيتسبب الاجتياح الإسرائيلي بنكسة شبه قاتلة لحركة حماس. حتى لو بقيت الحركة موجودة سياسيًا بشكل من الأشكال، فإنها ستكون ضعيفة للغاية بعد مقتل قادتها العسكريين، ووجود قادتها السياسيين في المنفى يحاولون التهرب من الاجابة على الأسئلة التي ستطرح عيلهم حول مسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية حول ما جرى لغزة وسكانها.

المخاوف حول مصير الفلسطينيين في الضفة والقطاع سوف تزداد حدة مع استمرار القتال، نظرًا لأن مسألة “التطهير العرقي” للفلسطينيين وتهجيرهم بالقوة أصبحت مسألة تناقش علنًا في إسرائيل في الدوائر الحكومية والبرلمانية والاستخباراتية على خلفية صدور دراسات من أجهزة استخباراتية للمسؤولين الحكوميين تتضمن مقترحات حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو إلى دول عربية أخرى، وهذا ما يفسر الموقف المصري والأردني الرافض بالمطلق لترحيل أي فلسطيني.

ادعاء نتنياهو أن إسرائيل تخوض الآن “حرب استقلال ثانية” فسره الكثيرون على أنه تهديد ضمني للفلسطينيين “بنكبة ثانية”. تهديد إسرائيل لسكان شمال غزة بالرحيل إلى الجنوب، وصور عشرات الآلاف من المدنيين من نساء وأطفال ومسنين يحملون ما يمكنهم حمله من ممتلكات شخصية، وهم يسيرون على أقدامهم باتجاه الحدود المصرية، ذّكر الكثيرين بصور مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين تم اقتلاعهم من أراضيهم وأُرغموا على اللجوء إلى الأردن وسوريا ولبنان خلال حربي 1948 و1967.

حتى الآن، المخاوف من توسع رقعة الحرب لم تتحقق، والاعتقاد السائد في أوساط المحللين هو أن معظم الأطراف المعنية، ومن بينها إسرائيل وإيران والميليشيات التي تدور في فلكها في المنطقة، إضافة إلى دول المنطقة الأخرى والولايات المتحدة، لا تريد التورط في حرب مدمرة سوف تكون مضاعفاتها السياسية والاقتصادية وكلفتها البشرية عالية للغاية، وسوف تتسبب بأزمة اقتصادية ومالية عالمية. حتى الآن، الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لا تزال محدودة ومدروسة، وكذلك الغارات الأميركية ضد مواقع القوى الموالية لإيران في سوريا، والتي تقول واشنطن أنها تأتي في “إطار دفاعي”. إن الحرب في غزة، أظهرت من جديد أن قدرة إيران على تهديد التوازن الأمني الهش في المنطقة لا تزال قوية، ولم تضعفها أزماتها الداخلية ومشاكلها الاقتصادية.

استمرار القتال، واستمرار إدارة الرئيس بايدن بتوفير الغطاء الديبلوماسي لإسرائيل في الأمم المتحدة، والغطاء السياسي لرفضها لوقف إطلاق النار، حتى ولو كان مؤقتا، سوف يعمق من مشاعر الاستياء في أوساط الرأي العام العربي، وفيما يسمى بـ “الجنوب العالمي”، وفي أوروبا، وحتى في دول أميركا اللاتينية. ومع اقتراب القتال من نهاية شهره الأول، شهد العالم ازديادًا ملحوظًا للتظاهرات المناوئة لاجتياح غزة، ولرفض إسرائيل وقف إطلاق النار، والتي عمت مدن آسيا والعالمين العربي والإسلامي، والعواصم الأوروبية والعاصمة الأميركية واشنطن وغيرها من المدن الأميركية، ومدن أميركا اللاتينية، وكانت آخرها تظاهرة ضخمة في مكسيكو سيتي في المكسيك.

فور هجوم حركة حماس ضد جنوب إسرائيل، وبعد الكشف عن أن معظم ضحايا هذا الهجوم كانوا من المدنيين، حظيت إسرائيل بتعاطف شعبي أميركي (ودولي) أولي ظل قوياً وملحوظًا خلال الأسبوع الأول الذي تبع السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ولكن هذا التعاطف الأولي بدأ ينحسر مع ازدياد شراسة وعنف ووحشية القصف الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين، وأمرهم بمغادرة منازلهم، والارتفاع الهائل في عدد الضحايا من الأطفال، وهذا ما أظهره استطلاع للرأي أجرته مؤخرا جامعة ميريلاند.

الاجتياح الإسرائيلي لغزة، والدمار الذي سيخلفه، والعدد الهائل للخسائر البشرية المدنية، والتهديد الضمني والعلني بالتسبب بنكبة جديدة، سوف يؤثر سلبًا على علاقات إسرائيل بمصر والأردن، الذي سحب سفيره من إسرائيل. وحتى الدول الموقعة على اتفاقات إبراهام، ومن بينها البحرين التي اضطرت أيضًا إلى سحب سفيرها من إسرائيل.

استمرار إدارة الرئيس بايدن برفض وقف إطلاق النار بحجة أنه يخدم مصلحة حركة حماس كما تدعي إسرائيل، ومطالبته بإعلان عن توقف مؤقت للقتال لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة واجلاء الجرحى والإفراج عن الرهائن، تسبب بمشاكل لواشنطن مع حلفائها الأوروبيين والعرب الذين يريدون وقف إطلاق نار سريع. كما خلق بدايات توتر في العلاقة مع نتنياهو الذي يصر حتى على رفض أي وقف إطلاق نار مؤقت لا يصاحبه الافراج عن الرهائن الإسرائيليين. ومنذ الارتفاع المخيف في عدد ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة، وازدياد أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية على أيدي المستوطنين، والولايات المتحدة تطالب إسرائيل – في الاتصالات الخاصة – وفي التصريحات العلنية بضرورة احترامها لقوانين الحرب لجهة حماية أرواح المدنيين، واتخاذ جميع الاجراءات الضرورية لمنع تعريضهم لأخطار غير مبررة.

وفي الأيام الماضية، برز خلاف جديد بين الطرفين، حين أعلن نتنياهو في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية أي بي سي أن إسرائيل يجب أن تسيطر على الوضع الأمني في غزة إلى أجل مفتوح بعد انتهاء القتال، لضمان عدم حدوث هجوم مماثل لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ولكن واشنطن سارعت بلسان وزير الخارجية بلينكن إلى القول إنها تعارض عودة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة، وكررت موقفها القائل بأن الحل هو في إقامة دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وغزة. ويتوقع بعض المحللين أن يضطر الرئيس بايدن إلى اتخاذ موقف علني ومباشر من مسألة فرض هدنة مؤقتة للأهداف الانسانية، حتى ولو أدى ذلك إلى شرخ في العلاقة مع نتنياهو.

وفي الأيام الماضية، برزت معارضة في الكونغرس في أوساط المشرعين الديموقراطيين، للسلوك العسكري الإسرائيلي المناوئ لقوانين الحرب، وطالب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الرئيس بايدن بالعمل على فرض وقف لإطلاق النار. ووجدت الحملة الانتخابية للرئيس بايدن نفسها في مواجهة معارضة متزايدة لدعم الاجتياح الإسرائيلي لغزة في أوساط الناخبين العرب والمسلمين، إضافة إلى عدد متزايد من الناخبين الشباب والطلاب والمسلمين والأميركيين من أصل أفريقي في عدد من الولايات المحورية، التي يحتاجها بايدن للفوز في ولاية ثانية. ولوحظ أن التظاهرات المعادية لاجتياح غزة، بمن فيها تظاهرة في واشنطن في الأسبوع الماضي، أصبحت تجذب إليها أعداد كبيرة من الأميركيين الذي يقولون إنهم لن يصوتوا لبايدن في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ومن بين الظواهر المقلقة للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، هو ظاهرة العداء للسامية والعداء للمسلمين التي برزت إلى السطح بوجهها البشع في الأسابيع الماضية، في عواصم عديدة لدول ديموقراطية يفترض أنها تحترم التعددية السياسية والأثنية والدينية، ومن بينها الولايات المتحدة. خلال التظاهرات العديدة المناوئة لاجتياح غزة التي شهدتها عشرات الجامعات الأميركية، كانت هذه التظاهرات تواجه أحيانا تظاهرات مؤيدة لإسرائيل، وكانت تؤدي أحيانا إلى مناوشات خلقت أجواء متوترة أدت أحيانا إلى تعليق التحصيل العلمي تفادياً للعنف. وتقوم الشرطة حالياً بالتحقيق في مقتل مواطن يهودي مسّن خلال اشتباك بين تظاهرتين مؤيدة ومناوئة لإسرائيل في كاليفورنيا. تحدث المسؤولون في مكتب التحقيقات الفيدرالي (الأف بي آي) وفي المنظمات اليهودية عن ارتفاع في عدد التهديدات لليهود بنسبة وصلت إلى حوالي 400 بالمئة في الأسابيع الماضية، وهذا رقم غير مسبوق. وسارع بعض الأميركيين اليهود إلى اقتناء الأسلحة النارية للدفاع عن أنفسهم في مؤشر آخر على حالة التوتر التي خلقتها الحرب في غزة. أدت المشاعر المعادية للمسلمين خلال بداية الحرب إلى قيام رجل مسنّ مؤيد لإسرائيل بطعن وقتل طفل أميركي من أصل فلسطيني عمره ست سنوات. ولا يكاد يمر يوم دون تقارير تتحدث عن تهديدات أو تحرشات تطال المواطنين اليهود والمسلمين على السواء.

جميع هذه الظواهر والمضاعفات السلبية للحرب من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة مرشحة للتفاقم أكثر إذا استمر القتال لوقت أطول، أو إذا أدى إلى تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية. وهذا يمثل تحديا ملحًا وآنيا للرئيس بايدن، خاصة وأنه وفّر لإسرائيل فور بدء القتال الدعم الأخلاقي والسياسي والعسكري غير المشروط تقريبًا، ما ساهم في إيصال غزة وسكانها إلى هذا الوضع الإنساني الكارثي.

الموقف الكوردي من حرب غزة:
لخص الصحفي باسم فرنسيس في موقع انتدبيندانت العربية الموقف الكوردي بمقال بعنوان”انقسام أكراد العراق حول الموقف من الحرب على غزة”
https://www.independentarabia.com/node/508001/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9وقال فيه أظهرت الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية فجوة على الساحة السياسية والشعبية في إقليم كردستان العراق لجهة الحياد أو التعاطف مع أحد طرفي الصراع، انطلاقاً من أبعاد وأوجه التشابه والاختلاف بين القضيتين الكردية والفلسطينية، فيما صدرت دعوة من رجال دين لإبداء موقف رسمي يبرئ الإقليم من “تهمة” ارتباطه بعلاقات مع الإسرائيليين.

وتنقسم المواقف بين جهة تستند إلى منطلق ديني إنساني لمناصرة “حماس” والفلسطينيين بكونهم شعباً “قابعاً تحت احتلال يمارس جرائم وفظائع بحق المدنيين”، وجهة مقابلة تتبنى موقفاً رافضاً لسياسات “حماس” بكونها حركة متطرفة ساندت “الحملات القمعية” التي تعرض ويتعرض لها الأكراد، من قبل حكومات أنقرة وطهران، وإعلان قادة الحركة دعهم “الصريح” للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حملة بلاده العسكرية على الأكراد بخاصة في سوريا.

وسارعت حكومة الإقليم يوم أمس الثلاثاء عبر بيان صدر باسم ناطقها الرسمي بيشوا هورامي، إلى إدانة الهجوم الذي طاول مستشفى المعمدان في غزة، أكد فيه أن “خيار الحرب لن يحل الخلافات”، داعياً المجتمع الدولي إلى “تكثيف مساعيه لحماية المدنيين والأبرياء”.

تعاطف خفي

‎وتصف أوساط سياسية موقف حكومة الإقليم من الحرب في فلسطين بأنه “خجول” لا يرقى إلى مستوى الحدث، ويعطي انطباعاً عن تعاطف غير معلن للإسرائيليين، إذ أكد رئيس “جماعة العدل” الإسلامية المعارضة علي بابير أن “ما حدث بين المناضلين الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة، هو تطبيق لكلام الله تعالى”، وشدد على أن “أي شخص لا يدعم مسلمي فلسطين، فهو كمسلم وككردي ستكون عليه علامة استفهام”. بينما وصف القيادي في الجماعة عبد الستار مجيد هجوم “حماس” على إسرائيل بأنه “بطولة غير مسبوقة للشعب الفلسطيني المظلوم والمحتل ضد طغيان ووحشية النظام الصهيوني المدعوم منذ 100 عام من قبل أميركا والغرب”، لافتاً إلى أن “الشعب الكردي يعاني مثل الفلسطينيين من اضطهاد واستعباد، وتاريخهم مليء بالدماء والإبادة الجماعية”.

ودعا نحو 500 من رجال الدين المسلمين في الإقليم المجتمع الدولي إلى “وقف الحرب ضد قطاع غزة”، وحضوا حكومة الإقليم على “إبداء دعم صريح للشعب الفلسطيني وقطاع غزة بغية إسكات الأصوات التي تتهم الكرد بالتعاطف مع اليهود”، مؤكدين أن “دعم إخواننا في غزة له أهمية قصوى، لأننا أجيال القائد صلاح الدين الأيوبي محرر القدس الشريف من سطوة اليهود، وأن الشعبين الكردي والفلسطيني كلاهما مضطهدان وقضيتهما متشابهتان”.

وغالباً ما واجهت القوى الكردية الحاكمة في الإقليم بخاصة الحزب “الديمقراطي” بزعامة مسعود بارزاني، الذي يقود حكومة الإقليم بالشراكة مع منافسه التقليدي حزب “الاتحاد الوطني” بزعامة بافل طالباني، تهمة ارتباطها بعلاقات سرية مع إسرائيل، بخاصة أن الأخيرة كانت الدولة الوحيدة التي أعلنت رسمياً دعمها لخوض أكراد العراق استفتاء للانفصال عن العراق عام 2017، كما كانت داعمة لثورتهم المسلحة ضد الأنظمة العراقية المتعاقبة في العقدين السادس والسابع من القرن الماضي. بما يرجع صمت حكومة إقليم كردستان إلى رغبتها في البقاء على الحياد وعدم إثارة غضب الولايات المتحدة، التي تدفع رواتب شهرية لنحو 30 ألف مقاتل من قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان في 13 لواء. وقد قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية ومالية، فضلاً عن التدريب، لقوات البشمركة منذ عام 2014.
الحرب ليست الحل
وفي رد على الانتقادات الموجهة ضد الحكومة، قال العضو البارز في الحزب “الديمقراطي” عبد السلام برواري لـ”اندبندنت عربية”، إن “الموقف الرسمي الكردي واضح، والذي صدر عن رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني في منتدى عقد أخيراً في أربيل، أكد فيه على نقطتين رئيستين، الأولى وهي أن للشعب الفلسطيني الحق الشرعي ليتمتع بدولة وأن يعمل الجميع من أجل تحقيقه، والثانية المتعلقة بتطورات الحرب الجارية هي أن التجارب والتاريخ يثبتان أن العنف واللجوء إلى لغة السلاح كأسلوب لحل المشكلات السياسية كانت نتائجه على الدوام مأساوية، وأن الحل يكمن في الحوار، وهذا الموقف كان محل ترحيب على الساحة العربية”، واستدرك أن “الإقليم باعتباره جزءاً من دولة العراق، لا يمكن أن يعلن عن موقف أكثر مما قدمه، لأن الموقف الرسمي يصدر من العاصمة بغداد”. ونوه برواري إلى “تصيد البعض في كل مناسبة لكي يلصق التهمة بالكرد وحكومتهم في مسألة ارتباطهم بعلاقة مع إسرائيل أو التعاطف معها، لكن رد الفعل لحكومة الإقليم دائماً هي المعيار وليس صدور مواقف من بضعة أفراد أو جهات من منطلق ديني ضيق لا يمت للسياسة بصلة”.
.
يحمّل بعض الاحزاب والشخصيات الكوردية حماس مسؤلية كل الاحداث المأساوية وتقول انها اسرعت واخطأت حين شنت هجمات على المستوطنات الاسرائيلية في اطراف غزة في 7 اكتوبر الماضي وانها تحركت بايحاء من ايران ولخدمة مخططات ايران التوسعية في المنطقة. فكتب مصطفى القرة داغي مقالا بعنوان “طوفان الأقصى أم طوفان سليماني؟”
علما اعتمد الكاتب على تصريح قائد في الحرس الثوري الايراني حول اهداف عملية الاقصى وهي الانتقام لمقتل سليماني والتي نفته حماس رسميا

. https://elaph.com/Web/opinion/2024/01/1525174.html
مصطفى القرة داغي
14 وهذا تبرير غير منطقي لسياسات نتانياهو والحكومة اليمينية التي حولت غزة الى سجن كبير. واقل ما يمكن ان يقال في وصف هجمات حماس بكونها محاولة يائسة للهروب من السجن. علما ان اسرائيل بقيادة الحكومة الحالية ترفض الالتزام بفكرة الدولتين التي اقرتها اتفاقية اوسلولعام 1993 وحولت فلسطين والضفة الغربية وغزة من خلال بناء مستوطنات الى مجموعة كانتونات منفصلة عن بعضها البعض بمستوطنات يهودية وتعيش الفلسطينين فيها في وضغ شبيه بوضع السود في الباندوستانات في جنوب افريقيا اثناء حكم الابارثايد . كما اكدت قادة حماس في اكثر من مناسبة بأنهم اضطروا الى التحالف مع ايران بعد ان اخذلتهم الحكومات العربية وسارت في نهج الاستسلام الكلي لاسرائيل باسم التحالف الابراهيمي.وحال حماس هنا هوكحال الحركة الكوردية التي اجبرتها حرب الابادة الكيمياوية البعثية الى التحالف مع ايران مع نظام محم\ رضا شاه البهلوي وبعدها النظام الخميني وقسم كم العرب كان يبرر حرب الابادة على الكورد ةكانوا يقولون السبب لهذا الحرب عو تحالف القيادة الكوردية مع ايران.
تقرير: الرئيس الإيراني يتحدي الحرس الثوري الإيراني ويطالب بتحديد الانتقام وتجنب الحرب الشاملة
Akhtar Makoii ‘Iran’s new president battles revolutionary guard” 9 August 2024 • www.telegraph.co.uk › world-news › 2024/08/09
https://www.telegraph.co.uk/world-news/2024/08/09/iran-president-masoud-pezeshkian-israel-revolutionary-guard/
ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية أن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان يقاتل المتشددين لتقليص نطاق رد طهران على إسرائيل بشأن مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية.

وفقًا للتقرير، فإن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني يدفع باتجاه شن هجوم صاروخي على تل أبيب ومدن أخرى تستهدف منشآت عسكرية.

لكن بزشكيان، خوفًا من حرب شاملة مع إسرائيل، يدفع إيران بدلاً من ذلك إلى ضرب قواعد تجسس غير معلنة للموساد مخفية في جميع أنحاء المنطقة.

قال أحد المساعدين للصحيفة: “لقد اقترح استهداف مكان ما مرتبط بإسرائيل في جمهورية أذربيجان أو كردستان [العراقية] وإبلاغ هذه الدول قبل ذلك والانتهاء من الدراما بأكملها”.

يقول مسؤول في الحرس الثوري الإيراني إن أحداً في المنظمة الموالية للمرشد الأعلى علي خامنئي لا يولي اهتماماً كبيراً لبزشكيان.

ويقول المسؤول: “الاعتبار الأول هو ضرب تل أبيب بحزب الله وغيره في نفس الوقت. وقد دارت مناقشات داخل القوات حول كيفية عرقلة جهود السيد بزشكيان. ويعتقد الجميع تقريباً أن ما يصر عليه ليس من سمعة الثورة”.
المسألة الكوردية في سورية وتركيا
كتب الباحث جيران اوزكان المقرب من حزب هدب مقالا في جريدة ذي ناشنال انترست الامريكية المقربة من الدوائرة الامريكية الحاكمة مقالا بعنوان “علاقة بين الولايات المتحدة والأكراد بعد السابع من أكتوبر”:
The U.S.-Kurdish Relationship after October 7 | The National …
Nov 18, 2023 ·https://nationalinterest.org/feature/us-kurdish-relationship-after-october-7-207343
يقول اوزكان يجب أن تعكس العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن والأكراد التغيرات في توازن القوى الإقليمي. لقد أدت المأساة التي تتكشف منذ السابع من أكتوبر في إسرائيل وفلسطين، من بين أمور أخرى كثيرة، إلى عكس ملموس لسياسة عهد أوباما المسماة “التحول إلى آسيا”. وفي حين يقول البعض على اليمين إن بايدن كان متواطئًا في تصرفات حماس، مدعين أن سياساته أدت إلى الهجوم، فقد تحركت الإدارة بسرعة للتأكد من أن الجميع يعلمون أنها تدعم تمامًا “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.كان الدمار وعدد القتلى المدنيين الناجمين عن الصراع حتى الآن مروعين. ولكن هناك سيناريو أكثر تدميراً يتمنى العديد من مراقبي الشرق الأوسط ألا يحدث: حريق إقليمي. فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قلقين من أن رد إسرائيل على هجوم حماس قد يدفع قوى خارجية للانضمام إلى القتال. وورد أن العملية البرية الإسرائيلية في غزة تأخرت حتى يتمكن الجيش الأميركي من الاستعداد لهجمات انتقامية من قبل وكلاء إيرانيين في مختلف أنحاء المنطقة.
وقد حذرت إدارة بايدن إيران شفهياً من أي تصعيد من هذا القبيل وزادت من موقفها من قوة الردع بإرسال ليس مجموعة حاملة طائرات واحدة بل مجموعتين إلى المنطقة. ومع ذلك، يعتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن توسع الحرب في غزة “أمر لا مفر منه”.
في البداية، اعتقد الكثيرون أن جبهة شمالية ثانية من المرجح أن تُفتح في إسرائيل إذا دخل حزب الله اللبناني في المعركة. ولكن هذا لم يتحقق حيث اعتُبرت المناوشات الأخيرة بين حزب الله وقوات الدفاع الإسرائيلية عموماً ضمن قواعد الاشتباك قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع، منذ 17 أكتوبر، أصيب ستة وخمسون من أفراد الجيش الأمريكي في هجمات نفذها “حرس الثورة الإسلامية الإيراني والجماعات التابعة له”. وفي وقت لاحق، نفذت طائرتان أمريكيتان من طراز إف-15 “ضربة دفاع عن النفس” على مستودع لتخزين الأسلحة في شرق سوريا.
لا يمكن بأي حال من الأحوال تصنيف هذا على أنه زيادة كبيرة في العنف من الاشتباكات السابقة. لقد ضربت وكلاء إيران قواعد أمريكية من قبل، وكانت الطائرات المقاتلة الأمريكية ترد دائمًا. حتى بعد اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الجنرال قاسم سليماني في عام 2020، كانت طهران مترددة في التصعيد.
هناك دولة أخرى منزعجة من التحول الحتمي إلى الشرق الأوسط: تركيا. لم يتفاعل أي زعيم إقليمي بغضب مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نشر حليفه في حلف شمال الأطلسي لمجموعات حاملة الطائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط.
يركز الشكل الذي اختارته إيران للتصعيد والشكل الذي اختارته واشنطن للانتقام الضغوط على شمال شرق سوريا، حيث تتعاون واشنطن مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد كجزء من التحالف العالمي لهزيمة داعش. إن هذه الدوامة، إذا تُرِكَت دون رادع، قد تخلق الظروف المثالية لغزو بري تركي لشمال سوريا – وهي كارثة قد يكون لها تداعيات في سوريا والعراق وتركيا وما وراءها.
تعارض تركيا وجود قوات سوريا الديمقراطية والإدارة المدنية التابعة لها، الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (AANES)، التي تحكم ما يقرب من ثلث الأراضي السورية وهي مسؤولة عن تعداد سكاني يبلغ حوالي أربعة ملايين نسمة. وكما أظهرت ممارساتها في المناطق السورية التي غزتها واحتلتها، فإن هدف أنقرة هو تدمير قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عسكريا وسياسيا وإزالة المجتمعات الكردية التي تدعمها من المنطقة.
لقد جعلت التكتيكات التي اختارتها تركيا المنطقة أكثر عرضة للنفوذ الإيراني. وفي المقابل، تفيد تكتيكات إيران تركيا. فهي توفر لقوات سوريا الديمقراطية – التي تم التعاقد معها بالفعل وتفوقها عددًا في مواجهة التهديدات التركية – تحديًا أمنيًا آخر، مما يقسم انتباهها ومواردها. إنهم يتحدون المحاولات الهشة ولكن الحقيقية لتقاسم السلطة بين الأكراد والعرب والتعايش السلمي والتي جعلت حكم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مستقبلاً غير مثالي ولكنه واعد لأماكن مثل الرقة ومنبج، مما ساعد في تحقيق هدف تركيا المتمثل في الانهيار السياسي.
ان الأهم بالنسبة لواشنطن هو أن تصرفات إيران ترفع تكلفة الوجود الأميركي في المنطقة وتغير أولويات التحالف. فعندما تركز الولايات المتحدة على الضربات المتبادلة ضد الجماعات المدعومة من إيران أكثر من الانخراط الدبلوماسي لمواجهة التهديدات التركية أو تعزيز الاستقرار والتعافي الاقتصادي، فإن الغزو البري التركي أو حملة التخريب الداخلي المدعومة من النظام هي أكثر احتمالا من أي وقت مضى.
ومن المرجح أن هذا ليس مصادفة. فأنقرة وطهران مهددتان بحقيقة أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية تسيطران على ثلث الأراضي السورية خارج مناطق نفوذهما. وكلاهما يريد إزالة التحالف العالمي بقيادة الولايات المتحدة لهزيمة داعش من سوريا، وينظر إلى دعمه لقوات سوريا الديمقراطية باعتباره تهديدا لطموحاتهما الإقليمية. والأهم من ذلك، أن كليهما شهد نجاحات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تلهم ما يقدر بنحو عشرين مليون كردي في تركيا واثني عشر مليون كردي في إيران في نضالاتهم من أجل تقرير المصير وتحدي المعتقدات الأصولية القومية في قلب المشاريع السياسية للدولتين. في حين انضم أردوغان إلى آيات الله في التهديد بنهاية إسرائيل، تم تداول مقطع فيديو لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، من أوائل التسعينيات، حيث يقول إن الفلسطينيين واليهود لديهم الحق في العيش في المنطقة على وسائل التواصل الاجتماعي.
إذا تمكنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من البقاء، فسوف تفيد الأمن والاستقرار الإقليمي وتوفر الفرصة الوحيدة لسوريا ما بعد الحرب التي لا تعود إلى الوضع الراهن قبل عام 2011 والذي تسبب في حرب أهلية استمرت عقدًا من الزمان وارتفاعًا عالميًا في النشاط المتطرف. إذا سحقتها أنقرة وطهران ووكلاؤهما المتطرفون، فمن المرجح أن تفتح حربًا إقليمية ثانية، مع تداعيات في الدول الأربع التي يعيش فيها الأكراد وخارجها.
من مصلحة الولايات المتحدة المساعدة في منع هذه النتيجة الثانية، والوقت هو جوهر الأمر. هناك ثلاثة أشياء يمكن لواشنطن القيام بها الآن لزيادة قدرة شمال شرق سوريا على الصمود في مواجهة الهجمات التركية والإيرانية وتعزيز السلام الطويل الأمد.
إن من مصلحة الولايات المتحدة أن تساعد في منع هذه النتيجة الثانية – والوقت هو جوهر الأمر. الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية ضرورية لمنع عودة ظهور داعش، وحرمان إيران أو تركيا ووكلائهما المتطرفين من ثلث الأراضي السورية، ومنع النتيجة المفضلة لروسيا للحرب السورية – انتصار الأسد الكامل. هذا ليس بناء دولة أو خلق صراع مجمد آخر. الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مستعدة وراغبة في القيام بالعمل الشاق المتمثل في بناء حكم محلي مستقر بنفسها، الأمر الذي يتطلب المساعدة في المقام الأول في شكل موارد اقتصادية ودعم دبلوماسي.
أولاً، يمكن للولايات المتحدة مساعدة قوات سوريا الديمقراطية في الرد على الهجمات الإيرانية والتركية بطائرات بدون طيار ضد قوات الأمن والاقتصاد والمجتمع في شمال شرق سوريا. تستحق قوات سوريا الديمقراطية القدرة على الدفاع عن قواعدها العسكرية ومؤسساتها السياسية والبنية التحتية الحيوية من ضربات الميليشيات التركية والمدعومة من إيران. سيُنظر إلى هذا على أنه أقل تصعيدًا من الانتقام الأمريكي المباشر ضد هؤلاء الجهات الفاعلة – ستدافع قوات سوريا الديمقراطية عن مصالحها الخاصة بمواردها الخاصة. إن التصدي للطائرات بدون طيار لا يضر بالعسكريين، وهذا يعني أن الولايات المتحدة لن تدعم أو تتسامح مع أي شكل من أشكال العمل العسكري ضد قوات حليف الناتو. وهذا يقلل أيضًا من احتمالات المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران والتي من شأنها أن تخلف آثارًا مدمرة على البلدين والمنطقة بأكملها.

ثانيًا، يمكن للولايات المتحدة التركيز على الاستقرار والتعافي الاقتصادي. يجب أن تكون إعادة بناء البنية التحتية المدمرة في الجولة الأخيرة من الضربات التركية أولوية فورية لضمان عدم اعتماد المزيد من الناس على المساعدات الإنسانية وعدم تمكن إيران والأسد وداعش من الاستفادة من الدمار الاقتصادي لتعزيز مصالحهم.
ثالثًا، يجب على واشنطن تطبيق دروس الأزمة الإقليمية الحالية على تركيا وسوريا والقضية الكردية قبل فوات الأوان. تُظهر حرب إسرائيل وحماس أن الصراعات المجمدة يمكن أن تذوب بسرعة. يجب على واشنطن أن تعمل على الضغط على أنقرة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني لإزالة الخطر الذي يشكله التصعيد التركي الكردي في الأمد القريب على مصالح جميع الأطراف.
اكتسبت العلاقة بين الولايات المتحدة والأكراد أهمية جديدة تمامًا بعد أن هددت منظمة غير إنسانية تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية شعوب العالم. إن التهديد الحالي للنظام الدولي كبير أيضًا، ويجب أن تعكس العلاقة الاستراتيجية مع الأكراد ذلك.
وناقش الباحث ماثيو بيتي في مقالته له بعنوان ” كيف كان الموقف الكوردي من الحرب في غزة”في موقع معهد السلام الكوردي في واشنطن الموقف الكوردي بالتفصيل .
How Have Kurdish Movements Reacted to the War in Gaza? By Matthew Petti on December 1, 2023
https://www.kurdishpeace.org/research/conflict-resolution-and-peacebuilding/how-have-kurdish-movements-reacted-to-the-war-in-gaza/

أصدر اتحاد مجتمعات كردستان (KCK)، المنظمة المظلة التي تغطي حزب العمال الكردستاني (PKK) وحلفائه، بيانًا في 13 أكتوبر/تشرين الأول يدين “المذبحة الكاملة” الجارية. وأعقب ذلك الرئيس المشارك لاتحاد مجتمعات كردستان، جميل بايك، بمقابلة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني حول هذا الموضوع مع أخبار الحركة. وتطرق عضو المجلس التنفيذي لاتحاد مجتمعات كردستان، دوران كالكان، إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مقابلة أجريت معه في 11 نوفمبر/تشرين الثاني مع أخبار الحركة.
وفي مقابلة أجريت معه في 28 نوفمبر/تشرين الثاني مع المونيتور، ناقش زعيم قوات سوريا الديمقراطية (SDF) مظلوم عبدي القضية أيضًا.
وأعربت جميع البيانات عن التعاطف مع القضية الفلسطينية – كدولة أخرى بلا دولة – بينما أدانت سياسات حماس الإسلامية وتجاهلها للحياة المدنية.
وقال عبدي للمونيتور: “إن الهجمات التي نفذتها حماس على المدنيين الإسرائيليين غير مقبولة على الإطلاق ونحن ندينها بكل إخلاص. نعتقد أن حماس لم تكن تتصرف بشكل مستقل وأنها كانت تنفذ أجندة الجهات الفاعلة الخارجية”. “إن رد إسرائيل والعدد المذهل من القتلى المدنيين بين الفلسطينيين الذي أعقب ذلك لا يقل قبولاً”.
وقال إن “القضيتين الفلسطينية والكردية تظلان أكبر مصادر عدم الاستقرار والصراع في الشرق الأوسط”، وأكد أن “الفلسطينيين والأكراد لن يختفوا أو يتخلوا عن نضالهم من أجل العدالة”.
وقد أدان حزب العمال الكردستاني كلاً من حكومة إسرائيل وحماس بعبارات أشد قسوة. ووصف بايك الإجراءات الإسرائيلية في غزة بأنها “إبادة جماعية”، وذكر أن أهداف إسرائيل كانت بوضوح “محو الفلسطينيين من أراضيهم التاريخية”. وقال أيضاً إن “حماس سحقت الطليعة الفلسطينية وحرفت نضال الشعب الفلسطيني عن مساره”، وقارن حماس بحزب هدى بار، وهو حزب إسلامي كردي له صلات بالدولة التركية.
ويُنظر إلى حزب هدى بار على نطاق واسع باعتباره الذراع السياسي لحزب الله الكردي (لا علاقة له بحزب الله اللبناني)، وهي جماعة شبه عسكرية منحلة الآن يُزعم أنها مسؤولة عن عمليات قتل خارج نطاق القضاء للقوميين واليساريين الأكراد في التسعينيات. في انتخابات مايو 2023، دخل أربعة مرشحين من حزب الهدى والعدالة البرلمان التركي بالتحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان.
تحدث بعض الساسة الإسرائيليين عن استراتيجية لرعاية حماس كمنافس لمنظمة التحرير الفلسطينية العلمانية. أطلق المسؤولون الإسرائيليون على القائد العسكري لحماس يحيى السنوار لقب “جزار خان يونس” لحماسته في إعدام المعارضين الفلسطينيين.
دعا بايك الفلسطينيين إلى العودة إلى “النموذج الاشتراكي” الذي اتبعته الأحزاب الفلسطينية في الستينيات والسبعينيات. وأوضح: “بالطبع، لم تتبع كل الحركات في ذلك الوقت النموذج الاشتراكي، ولكن حتى تلك التي تبنت أيديولوجية مختلفة تأثرت بطريقة أو بأخرى بالاشتراكية واستفادت من التجارب الاشتراكية في السياسة والتنظيم الاجتماعي”. “وتبعت مثل هذه التطورات أيضًا دول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك كردستان”.
حذر كالكان الفلسطينيين من أنه “ليس من الجيد الوقوع تحت ظلم واستغلال الحكام العرب” كجزء من تحريرهم من الحكم الإسرائيلي.
اتهم بايك وكالكان وبيان KCK تركيا باستغلال القضية الفلسطينية بشكل منافق من أجل حشد الدعم لـ “إبادة” الأكراد. كما أعلنوا أن الشعب اليهودي له حق تاريخي في العيش في الشرق الأوسط.
تتعرض الحركات الكردية لضغوط متعددة ومتناقضة أحيانًا عند التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. أولاً والأهم من ذلك، يعيش العديد من الأكراد بين الأغلبية العربية، الذين يتماهون بقوة مع الفلسطينيين والقضية الفلسطينية. إنه عامل مهم بشكل خاص حيث يقاتل الأكراد والعرب معًا، كما هو الحال في قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا. ثانيًا، كان للعديد من الفصائل الفلسطينية رعاة أجانب – اليوم، تركيا وإيران – مسؤولون عن قمع الأكراد. لقد تقربت حماس من الحكومة التركية وحتى أشادت بغزو تركيا لعفرين، وهي كانتون كردي في سوريا.

ثالثا، هناك رابط تاريخي بين بعض الحركات الفلسطينية والكردية يعود تاريخه إلى ثمانينيات القرن العشرين، عندما قام اليساريون الفلسطينيون بإيواء وتدريب الأعضاء المؤسسين لحزب العمال الكردستاني كجزء من نضال مشترك ضد “الإمبريالية”. رابعا، هناك أيضا روابط تاريخية بين إسرائيل والحركات الكردية. يريد بعض القادة الإسرائيليين التحالف مع الأكراد كجزء من “استراتيجية المحيط” ضد العالم العربي، ويرى بعض الأكراد إسرائيل كمثال لمشروع قومي ناجح. خامسا، هناك شتات يهودي كردي كبير، يعيش العديد منهم الآن في إسرائيل.
ويبدو ان اسرائيل تستغل الورقة الكوردية اثناء حرب غزة لدفع تهمة الابادة الجماعية وذلك من خلال توجيه التهمة الى الدول الاسلامية خاصة قطر وتركيا .حيث نشر جيروسليم بوست مقالا للكاتب هديل اويس بعنوان “محور التطهير العرقي الغير المعلن ضد الكورد في سوريا”
حيث يتهم اويس تركيا وقطر إسرائيل بشكل روتيني بممارسة “التطهير العرقي” في غزة ــ في حين ترتكب تطهيراً عرقياً فعلياً في كردستان السورية. يوثق تحقيق أجرته “جسور”، وهي وسيلة إعلامية عربية جديدة أقودها، حملة ضخمة أدارها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتمويل من الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، وأدارها إسلاميون كويتيون وفلسطينيون لطرد السكان الأكراد من ديار أجدادهم في شمال غرب سوريا واستبدالها بمستوطنين عرب سوريين. وقد دقت جماعات حقوقية محلية وعالمية ناقوس الخطر بشأن هذه الجرائم، لكن الجناة يواصلون حملتهم دون أن يوقفهم المجتمع الدولي.
اشار الكاتب الى شهادة احد سكان عفرين قائلا”. أفادت إحدى المجموعات الحقوقية بالمنطقة أن الهجوم التركي على عفرين أدى إلى انخفاض عدد السكان الأكراد في المدينة بنسبة 60 بالمائة. ويرافق الهجوم العسكري المستمر، الذي يستهدف عفرين وبلدات أخرى في شمال غرب سوريا، مشروع بناء استيطان أعلن عنه أردوغان في عام 2023 لنقل مليون لاجئ عربي سوري إلى المناطق الكردية. وكجزء من المبادرة، وافق حاكم قطر على تمويل بناء 240 ألف منزل في تسع محافظات سورية. وفي يونيو/حزيران، غرّدت جمعية الهلال الأحمر القطري على تويتر قائلةً إن 13 قرية من هذا النوع قد تم الانتهاء منها، وهو ما يكفي لإيواء 22 ألف عربي سوري.
وندد الناشطون الأكراد بالمشروع ووصفوه بأنه “تطهير عرقي”.
(The war on Syrian Kurds and the little-known axis of ethnic cleansing””)
https://www.msn.com/en-za/news/other/the-war-on-syrian-kurds-and-the-little-known-axis-of-ethnic-cleansing/ar-AA1oCQ5j August 12 ,2024

والدعم لإسرائيل قوي بشكل خاص في كردستان العراق، التي تحكمها أحزاب قومية يمينية كانت لها علاقات تحت الطاولة مع إسرائيل في الماضي والحاضر. خلال التصويت على استقلال كردستان العراق في عام 2017، لوح بعض القوميين الأكراد بالأعلام الإسرائيلية، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه لدولة مستقلة.

وتناول الكاتب مات برومفيلد وباسهاب موقف ب ك ك من الحرب في غزة في مقال له بعنوان “بالنسبة للأكراد، تُظهِر الحرب في غزة الحاجة إلى إعادة ترتيب ديمقراطي للشرق الأوسط ”

Matt Broomfield “For Kurds, the War in Gaza Shows the Need for a Democratic Reordering of the Middle East”
https://jacobin.com/2023/11/kurd-gaza-war-israel-response-democracy-middle-east-coexistence
لقد أدت الحرب في غزة إلى انقسام الرأي العام الكردي، الذي اتسم في كثير من الأحيان بالعداء الشديد للإسلاموية وكذلك الصهيونية. ولكن ردود الأفعال الكردية تستند أيضًا إلى تجربتهم في انعدام الجنسية – وتشير إلى نظام ديمقراطي لا يعتمد على الدول القومية المتنافسة.

.
بالنسبة للأكراد، إنه مشهد مألوف. يستهدف المسلحون الجهاديون، بدعم من دولة راعية للإرهاب سيئة السمعة، أعضاء أقلية محاصرة. إنهم يتصرفون بشكل جنوني، ويستعرضون النساء الأسيرات ويعتدون عليهن، ويدوسون أجسادهن العارية في الشارع.

مشهد مألوف آخر: قوة عسكرية استبدادية متفوقة بشكل كبير تختبئ خلف جدار حدودي مخيف، تدافع عنه أجهزة استشعار عالية التقنية ومدافع رشاشة آلية، بينما تطن طائرات بدون طيار في السماء. تتوغل المستعمرات الاستيطانية في عمق الأراضي الأجدادية، حيث يتم تجريد الجدات وإذلالهن عند نقاط التفتيش التي تفرض نظام الفصل العنصري في القرن الحادي والعشرين. إن المحتل، الذي يتسلح ويدعمه حلفاؤه الغربيون، يعاقب المدنيين بالسيطرة مدى الحياة والسجن، والتدمير الكامل للبنية الأساسية الإنسانية، وحملات القصف العقابية التي لا تنتهي، والتي تقتل المدنيين بأعداد أكبر كثيراً.

يتهم اتحاد المجتمعات الكردستانية تركيا بالنفاق الصارخ في إدانة إسرائيل بينما تشن حملة قصف شاملة على غرار إسرائيل ضد المناطق الكردية.

لقد أدى الهجوم غير المتوقع وغير المسبوق على إسرائيل الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ورد إسرائيل بالحرب الشاملة، إلى انقسام حاد في الرأي العام الكردي. وكان شخصيات بارزة مثل ديليمان عبد القادر من جماعة الضغط أصدقاء كردستان الأميركيين صريحين في تكرار الادعاء بأن “حماس = تركيا = داعش”، مستخدمين خطاب “الحرب على الإرهاب” الذي تتبناه الولايات المتحدة لتصوير تركيا الداعمة لحماس على أنها معادلة لإيران وتقديم الأكراد باعتبارهم أفضل درع للغرب ضد الإرهاب الإسلامي. وعلى النقيض من ذلك، يسلط بيان صادر عن المنظمة المظلة للحركة الكردية المسلحة اتحاد المجتمعات الكردستانية الضوء على النضالات المشتركة والعلاقات التاريخية مع الفلسطينيين. إن تركيا تتهم بالنفاق الشديد في إدانة إسرائيل في حين أنها تدير حملة قصف شاملة على غرار إسرائيل ضد المناطق الكردية.

لا يرجع هذا فقط إلى الاستقطاب السياسي الكردي الداخلي. بل إن الأكراد، أكبر أمة بلا دولة في العالم، عانوا من كلا النوعين من العنف الذي يميز الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اليوم.

آليات الإسقاط
لقد اتسم الكثير من التعليقات الغربية على الصراع بتحقيق الرغبات المكبوتة حول العنف السياسي. ويبدو أن العديد من هؤلاء الذين يعانون من العجز ــ ولكنهم غير قادرين حقاً على التعامل مع هذا العجز ــ قد وقعوا في قبضة ما أطلق عليه المنتقدون المستوحون من والتر بنيامين “الكآبة اليسارية”. فاليساريون يحلمون بنضالات التحرير المناهضة للاستعمار في الماضي بدعم من القوى الشيوعية في العالم الحقيقي، بدلاً من التصالح مع واقعهم الحالي الأكثر تقييداً.

إن الكثير من الخطاب المناهض للإمبريالية المعاصر يتميز بعبادة المقاومة المسلحة ــ والتكرار الممل للشعارات التي تنتمي إلى الماضي عندما كانت النضالات المناهضة للإمبريالية قادرة على إعادة تشكيل العالم. إن هذا يوفر نوعاً من آلية الدفاع التي تمكن اليسار من تجنب الحساب المؤلم مع الهيمنة الرأسمالية العالمية. إن التصريحات السريعة (والتي سرعان ما تراجعت) عن الابتهاج بهجوم حماس تكشف عن عدم الرغبة في التفكير في ما يعنيه استقطاب النضال الفلسطيني من قبل الإسلاميين الاستبداديين للشعب الفلسطيني، أو القضية الأوسع نطاقاً المتمثلة في الأممية الاشتراكية.

إن الارتباط المحاكي يربط الأكراد بالضحايا، وليس المنفذين، للعنف الحالي.

وفي الوقت نفسه، ينغمس اليمين في تحقيق رغبته في التصفية الاستبدادية للسكان المحليين المعارضين والتابعين. ويتم ذلك من خلال لغة حقوق الإنسان والمخاوف بشأن معاداة السامية المحلية، وغالباً من قبل أولئك الذين يحملون الماء لمعاداة السامية في أماكن أخرى. لقد أصبحت إسرائيل ــ مثل الأكراد في معركتهم ضد داعش ــ مستودعاً ملائماً لأبشع أوهام اليمين حول العنف العنصري والاستعباد.

ولكن في حالة الأكراد، فإن الاتجاه المعاكس موجود. إن هذا الارتباط المحاكي يربطهم بالضحايا، وليس منفذي العنف الحالي. وفي ضوء هذا، ليس من الصعب أن نفهم الانقسام الحاد بين هؤلاء الأكراد الذين يتعاطفون مع الضحايا المدنيين للعنف الإسلامي وأولئك الذين يتعاطفون مع الضحايا الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي الوحشي ــ
على الصعيد الجيوسياسي، يتشابك الصراع بوضوح مع النضال الكردي والأزمة الأوسع في الشرق الأوسط. فالدعم التركي لحماس موثق جيدا، كما سعت كل من تركيا وداعمي حماس الرئيسيين في طهران إلى القضاء على مشروع تقرير المصير الذي يقوده الأكراد في ظل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والتي بنيت حول المنطقة الكردية المعروفة باسم روج آفا.

من السهل أن نقف مع أي من الدولتين، أو حتى نشجعها. ولكن من الأصعب، وخاصة في ضباب الحرب، أن نتخيل استجابة اشتراكية أممية حقيقية للصراع.
في الأساس، لا يترجم الدعم التركي لحماس واستجداء الرئيس رجب طيب أردوغان للأصوات الإسلامية (بما في ذلك بين شريحة كبيرة من الأكراد المتدينين الريفيين) من خلال الهجمات الكلامية على إسرائيل إلى أي مصلحة مادية في حل الاحتلال لصالح الفلسطينيين. وتتجلى هذه التناقضات في ساحة المعركة. في الصراع الحالي، من المرجح أن التمويل والدعم التركيين مكّنا حماس من استهداف الجنود الإسرائيليين الذين يحملون معدات زودتهم بها تركيا، حتى مع استخدام تركيا للتكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية لاستهداف الأكراد. وعلى نفس المنوال، من غير المعقول أن نعتقد أن إسرائيل لديها أي مصلحة في الرؤية الكردية لتفكيك الدولة القومية الاستبدادية، أو الانفصال عن الفهم القومي العرقي لتقرير المصير.

بل إن إسرائيل، كما كتب الزعيم السياسي الكردي عبد الله أوجلان، “لا تتسامح مع الحل البديل للقضية الكردية” الذي تقدمه حركته. ولا يُفهَم شكل الدولة فقط باعتباره نموذجاً لضمان مستقبل آمن للشعب اليهودي، بل يُقدَّم من خلال تصور إسرائيل لنفسها باعتبارها “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” باعتبارها قادرة على توفير الحقوق والأمن والتحرر لجميع المواطنين ــ على الرغم من الأدلة التي يقدمها الصراع الحالي. وبحكم التعريف، تعارض الدولة الإسرائيلية تقرير المصير الأوسع للمجتمع الذي تشير إليه الحركة الكردية باعتباره “أمة ديمقراطية” تتألف من شعوب متنوعة.

وهذا هو السبب على وجه التحديد وراء عدم قدرة الشعب الفلسطيني على توقع أن تؤدي التمردات الإسلامية المدعومة من الدولة إلى تحريره. وكما يزعم فرانز فانون، فإن العنف قد يكون استجابة ضرورية وعقلانية للقمع الاستعماري ــ وفي الحالة الفلسطينية، شجع الإغلاق المنهجي للطرق السلمية للتغيير السياسي بالتأكيد على اللجوء إلى الوسائل العنيفة. ولكن كما يوضح فانون أيضاً، فإن العنف وحده لا يمكن أن يحرر. والاعتراف بحق الفلسطينيين في المقاومة حتى بالوسائل العنيفة لا ينبغي أن يمنع انتقاد اليسار لحكم حماس في غزة، والسلطة الفلسطينية في ما تبقى من الضفة الغربية، باعتبارهما يمنعان الشعب الفلسطيني من تحقيق تقرير المصير الحقيقي.

بعد “المعسكر المناهض للإمبريالية”
في الواقع، كانت الحركة الكردية المسلحة مرتبطة بالحركة الفلسطينية المسلحة لفترة أطول من وجود حماس أو الجهاد الإسلامي. تلقى حزب العمال الكردستاني تدريبه المبكر وطور حساسيته الدولية العميقة في المعسكرات التي تديرها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وهي منظمة علمانية ماركسية لينينية أعلنت أن نضالها ليس فقط ضد الصهيونية والإمبريالية، بل وأيضاً، بالضرورة، ضد الرجعية العربية.

إن الدعم التركي لحماس واستجداء الرئيس رجب طيب أردوغان للأصوات الإسلامية من خلال الهجمات الصريحة على إسرائيل لا يترجم إلى أي مصلحة مادية في حل الاحتلال لصالح الفلسطينيين.
ومع اتخاذ المقاومة الفلسطينية أشكالاً إسلامية في ثمانينيات القرن العشرين وانهيار الاتحاد السوفييتي، تلاشت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في طيات النسيان. وفي هذه المرحلة بدأت المنظور الكردي الفريد في التشكل. ولقد انخرط حزب العمال الكردستاني الماركسي اللينيني أيضاً في نقد نضاله من أجل إقامة دولة كردية مستقلة اشتراكية. وبدلاً من الانحدار إلى مستوى التفاهة أو اللجوء إلى العنف الإسلامي (مثل بعض الجماعات الكردية الإسلامية المتطرفة، التي أصبحت الآن صريحة في دعم حماس، والتي تضخمها تركيا للإشارة إلى الهمجية المتأصلة والطبيعة المتخلفة للأكراد)، فقد تحرك حزب العمال الكردستاني إلى الأمام.

لقد كان تحليل أوجلان لدور الشعب اليهودي في التاريخ موضوعاً للتدقيق والنقد المشروعين مؤخراً داخل الدوائر الكردية. وهناك خطر الوقوع في فخ التعميم المألوف المتمثل في إسناد القوة والنفوذ المفرطين إلى الشعب اليهودي في روايته لتطور الدولة القومية. ولكن قدرة حركته على تحليل وتعلم من احتمالات انهيار تقرير المصير الوطني كجزء من “المعسكر المناهض للإمبريالية” بقيادة الاتحاد السوفييتي تشكل أهمية عميقة للأزمة الحالية. إن تحليله لإسرائيل/فلسطين، والذي يحاول أن يتصور مستقبلاً يساهم فيه الشعب اليهودي وجيرانه في التوصل إلى تسوية سياسية جديدة، يستحق أن نقتبس منه بإسهاب:

إن الحل يكمن في الحضارة الديمقراطية في الشرق الأوسط. وكما أن الشرق الأوسط سوف يتحول إلى خراب بدون اليهود، فإن اليهود يتعرضون دوماً للإبادة الجماعية.

“سياسة واشنطن تتغير والكورد ضحية التناقضاتط
زيد سفوك زيد سفوك
0
الكورد يدفعون ثمن تناقضات سياسات القوى العظمى من جهة، وأجندات إيران وتركيا من جهة أخرى
الكورد يدفعون ثمن تناقضات سياسات القوى العظمى من جهة، وأجندات إيران وتركيا من جهة أخرى
facebook sharing buttontwitter sharing buttonmessenger sharing buttonwhatsapp sharing button+A-A
اعتمدت استراتيجية الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ التسعينيات على مبدأ دراسة علم الاجتماع لشعوب الشرق الأوسط، والتي تتضمن أحد بنودها: ((الجينات الموروثة… الثأر والانتقام)) والتي يتصف بها ما يقدر بنصف شعوب المنطقة. تلك الدراسة التي جعلت من أقوى دولة في العالم تتفادى أي اصطدام مباشر مع أي تنظيم أو فصيل إرهابي ومتطرف. تلك الغريزة الناتجة ربما عن جهل أو الفقر أو التطرف اعتمدت عليها أيضاً بشكل أساسي الدول الممولة للتنظيمات الإرهابية والمعادية للإنسانية لتشكيل ميليشياتها وفق مصطلحات عديدة، وتجييش عناصرها واستقطابهم ودفعهم فيما بعد لتنفيذ أجنداتهم الخاصة ومطامعهم في دول الجوار.

بدأت أميركا بعد حرب الخليج الأولى بتقليص عملياتها القتالية في منطقة الشرق الأوسط، واعتمدت على جيوش حلفائها بدعمهم عسكرياً واقتصادياً، وتفادت هي الاصطدام المباشر على الأرض. كانت تجربتها مع الاتحاد السوفيتي وأفغانستان وباكستان ومن قبلها الصين وكوريا نموذجاً راسخاً لتغيير سياستها وعدم الوقوع في الفخ مرة أخرى، نجحت في ذلك بجدارة من خلال توغلها العسكري والسياسي والدبلوماسي في الشرق الأوسط بأريحية مطلقة، وبدأت الشعوب التي أجبرتها الأنظمة الغاصبة لترديد خطاب (الموت لأميركا) إلى التحرر قليلاً ومناداة أميركا ذاتها لحمايتهم وتخليصهم من العبودية واستبداد السلطة. لكن التطورات عام 2003 بعد حرب العراق غيرت من الموازين والخطط، فتلك الحرب أجبرت واشنطن على العودة للاصطدام المباشر على الأرض مع بقايا البعثيين، ومن ثم الوكلاء الإيرانيين، لتقوم إيران بعد ذلك باللعب على وتر الجينات وتجنيد العناصر من خلال الثأر والانتقام، وبالتالي تشكيل ميليشيات وفصائل إرهابية لتنفيذ أجنداتها متى ما شاءت وفي أي دولة أرادت.

ذات السياسة انكشفت أكثر أثناء توغل داعش في سوريا والعراق والحوثيين في اليمن. احتلت عناصر داعش شنكال وارتكبت مجازر بحق الأيزيديين وتوجهت للهجوم على قوات البيشمركة، وكانت قوات التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية عاجزة عن أي تدخل في الأيام الأولى، وغالبية عناصر التنظيم الإرهابي كانوا من أهل المنطقة في العراق والحدود السورية، حيث تم التلاعب بهم وإغرائهم والبعض تخويفهم للمحاربة ضمن صفوف داعش. أميركا تدرك ثقافة الثأر والانتقام التي يلعب عليها أعداؤها لمحاربتها عبر الوكلاء، وتتفادى الاصطدام المباشر. ذات الأمر في اليمن، لم تدخل في مواجهة مباشرة مع الحوثيين واكتفت بدعم قوات التحالف العربي من السعودية وقطر ومصر، بالرغم من أنَّ المؤشرات كانت تدل أن الطيارين غالبيتهم أميركيين.

في سوريا ذات السياسة المكشوفة، احتلت داعش محافظة الرقة وجعلتها عاصمتها، وتمادت في المنطقة، وارتكبت مجازر فيما بعد بحق الكورد في كوباني والكثير من القرى الكردية والعربية. كانت واشنطن حذرة جداً من الدخول في المعركة، وقدمت دعماً للقوات الكردية والعربية ودمجتها في مجالس عسكرية وجعلت من تلك القوات في الخطوط الأمامية لأي مواجهة مع داعش أو أي فصيل متطرف آخر، واكتفت بسلاح الطيران لتخويف الإرهابيين وانسحابهم.

تتغير قواعد الاشتباك مع ازدياد نشاط البرنامج النووي الإيراني وامتداد ميليشيات إيران في دول المنطقة من جهة، والحرب القائمة في غزة من جهة أخرى، وستضطر واشنطن لتجميد سياستها المعتمدة في الحرب والعمل وفق المعطيات والأحداث المتسارعة على الأرض، لا سيما بعد تعرضها بشكل مباشر لهجمات من وكلاء إيران، وهو واضح من خلال ردها السريع على تلك الميليشيات في العراق وسوريا، بالرغم من حذرها في أن تكون الضربات لقيادات تلك الفصائل وليس للعناصر للتوافق بين استراتيجيتها في عدم خلق عداوة مع أبناء شعوب المنطقة الذين غررت بها إيران. من هذا المنطلق، الكورد يدفعون ثمن تناقضات سياسات القوى العظمى من جهة، وأجندات إيران وتركيا من جهة أخرى. مع أن الكورد وعبر التاريخ والحاضر لم يكونوا يوماً مصدر للإساءة لأي دولة في العالم، بالعكس تماماً كانوا ولا يزالون يمدون أيديهم للسلام والمحبة والتسامح مع الجميع لبناء علاقات مبنية على احترام الحقوق العادلة للشعوب في المنطقة، وهو ما يستدعي من القوى الدولية دعمهم على كافة الأصعدة للاستمرار في بناء قلعة متينة للسلام.
سياسة واشنطن تتغير والكورد ضحية التناقضات
زيد سفوك https://elaph.com/Web/opinion/2024/02/1528827.html

المسألة الكوردية في تركيا:
ابدت حكومة رجب طيب اردوغان موقفا حذرا من حرب غزة والتي وصفته الاوساط الاسلامية بكونها مخالفة للمواقف التركية السابقة خاصة في ايام الربيع العربي واوعز البعض انتكاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم الى هذا الموقف الخجول من حرب غزة . ولكن الموقف التركي له عدة دوافع اهمها خوفها من ان تحقق ايران الهيمنة الكاملة على الشرق الاوسط بعد الحرب. وقد يكون العامل الكوردي في شمال وشرق سوريا عاملا مهما ايضا . ويبدو ان اردوغان يسعى لاستغلال الوضع في غزة للحصول على مباركة امريكية-اوروبية للقضاء على الكيان الكوردي الذي يديره ب ك ك. علما ان اردوغان يسعىى حاليا للتنسيق مع الروس وسوريا ايضا لانهاء الكيان الكوردي المدعوم امريكيا لحد الان. ويامل اردوغان ان يكون فوز دونالد ترامب برئاسة امريكا للمرة الثانية فرصة سانحة له لسحب الدعم الامريكي للكيان الكوردي . علما ان هناك علاقات خاصة بين بينه وبين ترامب الراغب للانسحاب من سورية كليا وتركها لصديقه وحليفه فلاديمير بوتين .

وأضاف: “الجميع في الناتو يقف إلى جانب أوكرانيا، لكن نحن كتركيا نجتمع مع أوكرانيا وروسيا ولا نفرق بينهما، ونحن من نقلنا كل تلك الحبوب إلى أوروبا وإفريقيا عبر ممر الحبوب.. هل قتلت إسرائيل آلاف الفلسطينيين؟ نعم قتلت. هل دمرت المستشفيات وقصفت دور العبادة والكنائس؟ نعم تقصف. إنني كمسلم منزعج من ذلك، وأنت كمسيحي هل تنزعج من قصف الكنائس؟ لماذا لا تأخذون موقفًا حيال كل هذا؟ وبالنسبة إلينا، في هذه المرحلة لا ينبغي أن يكون هناك أي تمييز بين اليهود والمسيحيين والمسلمين في المنطقة”.

وتابع قائلا: “ما حدث في غزة أظهر مرة أخرى أن حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 أصبح أمرا لا مفر منه الآن، مشددا على أن أولويتهم جميعًا تتمثل في تحقيق وقف إطلاق نار وإيصال المساعدات الإنسانية دون عراقيل.. إذا ظلت أيدينا وأذرعنا وألسنتنا مقيدة فلا يمكن أن ندافع عن أنفسنا أمام التاريخ، ولا ينبغي أن نقيّم الحرب الإسرائيلية ـ الفلسطينية تحت تأثير سيكولوجية المديونية.. هل قتلت إسرائيل آلاف الفلسطينيين؟ نعم قتلت. هل تقصف المستشفيات ودور العبادة والكنائس؟ نعم تقصف. إنني كمسلم منزعج من ذلك.. لو كنا مدينين لما استطعنا التحدث بهذه الأريحية، ولكن من هم مدينون لا يستطيعون التحدث براحة”.
) arabic.cnn.com › middle-east › articleتصريحات أردوغان عن غزة والرد على سؤال “حق إسرائيل في الوجود …
Nov 18, 2023(https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2023/11/18/erdogan-gaza-israel-social

النشرة الإخبارية
2020-11-05 21:52
شفق نيوز/ ذكر تقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست”، أن الرئيس الأمريكي الجديد سيواجه خمس أزمات في الشرق الأوسط، من بينها ما يخص العراق.
وتقول الصحيفة العبرية، أن الشرق الأوسط شكل تحديًا لرؤساء الولايات المتحدة منذ 50 عامًا، وكما يبدو أن مشاكل مثل التطرف الإسلامي، قد تقلصت في السنوات الماضية مع هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن تبرز تحديات جديدة مثل صعود الأنظمة الاستبدادية مثل تركيا والمحاولة الإيرانية للهيمنة على سوريا والعراق ولبنان.
وأجمل تقرير الصحيفة خمس أزمات يجب على الرئيس الأمريكي التعامل معها:
التطرف المتزايد في تركيا
أصبحت حكومة رجب طيب أردوغان التركية متطرفة بشكل متزايد. فهذا العام لوحده خلقت أزمة مع اليونان عدة مرات، قصفت العراق، واستمرت التهديدات العسكرية في سوريا ضد القوات الحليفة للولايات المتحدة، كما هددت أرمينيا وإسرائيل ومصر والإمارات ودول أخرى، -بحسب الصحيفة- تقع تركيا على مفترق طرق بين الشرق الأوسط وأوروبا، وهي تستخدم هذا لابتزاز أوروبا فيما يتعلق بالمهاجرين والتدخل في شؤون جميع جيرانها.

تظهر الأدلة المتزايدة أن التطرف التركي لا يؤجج الإرهاب فحسب، بل يزعزع استقرار المنطقة أيضًا. تبحث الدول والمجموعات عن روسيا حيث تتعرض لضغوط متزايدة من تركيا، مما يمكن تركيا وروسيا وإيران من تقسيم المنطقة. وذلك لأن الولايات المتحدة لم تقف في وجه تركيا ودافعت عن أصدقائها وحلفائها. لقد خسرت تركيا طائرات F-35 الأمريكية لكنها تشتري نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 واستخدمته لتهديد اليونان.

هذه مشاكل خطيرة. هناك دعوات لإخراج تركيا من الناتو، لكن ذراع ضغط أنقرة في الولايات المتحدة يزعم أنه إذا تعرضت تركيا للضغط، فقد تصبح أكثر خطورة من إيران. بالإضافة إلى ذلك
السلاح الإيراني

تستكمل إيران تطوير الصواريخ الباليستية الكبيرة والمزيد من الطائرات بدون طيار، وإطلاق بعضها على المصالح الأميركية في العراق، فضلاً عن إلحاق الأذى في الأكراد، والاعتداء على السفن، وتهديد كل من السعودية وإسرائيل.
ويحتاج الرئيس الأميركي إلى ردع إيران، وإيجاد طريقة لوقف نفوذ مليشياتها في العراق وسوريا واليمن، فضلاً عن تسليح حزب الله في لبنان، علماً أنها تمر بأزمة اقتصادية ضخمة بسبب العقوبات التي فرضتها الخزانة الأميركية عليها. ويبرز دور البحرية الأميركية في الخليج لردع إيران، بالإضافة إلى تزويد الولايات المتحدة إسرائيل بالدعم والمشاركة الوثيقة في المعلومات الاستخبارية حول إيران وما تخطط له.العراق وسوريا
إن استخدام القوات لحراسة آبار النفط هو مجرد ذريعة لإبقائهم في سوريا. تحتاج الولايات المتحدة إلى عذر أفضل ، مثل دعم حقوق الكورد في شرق سوريا. يجب أن تكون الولايات المتحدة أكثر وضوحًا بشأن قرارها بحماية الكورد في سوريا والعمل معهم. وهذا قد يعني تشجيع حزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي، الذي يدير شرق سوريا، على العمل مع المعارضة الكوردية (المجلس الوطني الكوردي)، وكذلك لإيجاد طريقة لاستيعاب القبائل في دير الزور.
بشكل عام، يجب أن يكون هدف الولايات المتحدة هو الاستقرار. بعد سنوات من خيانة الحلفاء الكورد، تحتاج الولايات المتحدة إلى بذل المزيد من الجهد لدعمهم.
هذه هي المحاور الرئيسية التي تدور عليها المنطقة بأكملها الآن؛ مثل دواليب عربة، تربط إقليم كوردستان مع إيران وتركيا والعراق وسوريا، فيجب على الولايات المتحدة زيادة تواجدها في أربيل، وتجهيز قاعدتها بالدفاع الجوي المناسب، ثم استخدامها كقناة لدعم القوات الأمريكية في سوريا. يجب أن تكون الرسالة أن الولايات المتحدة موجودة لتبقى.
المناطق الكوردية آمنة وموالية لأمريكا. بدلاً من التخلي عن الأصدقاء، كما فعلت الولايات المتحدة في الماضي، ينبغي على واشنطن أن تتعلم دروس الماضي. عندما تنسحب الولايات المتحدة، يتم تشجيع أعدائها. تريد الجماعات الكوردية دعمًا أمريكيًا، لكن بعد أكتوبر 2017 وأكتوبر 2019، تشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة لن تكون هنا على المدى الطويل.
تعيش اقليم كوردستان

مستقبل الصراغ ودور الكورد فيها:
في أعقاب اندلاع حرب غزة، أدان السياسيون العراقيون في بغداد إسرائيل بشدة. ومع ذلك، وعلى عكس نظيراتها العربية، ظلت الأحزاب السياسية الكردية الحاكمة في أربيل والسليمانية صامتة إلى حد كبير بشأن الصراع. ولم يعلقوا علنًا على الأحداث التي وقعت في قاعدة الحرير.

وجاءت التصريحات العامة الأكثر تفصيلاً من رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني. خلال مؤتمر في أربيل في أكتوبر وفي 10 أكتوبر، أعرب عن قلقه بشأن الوضع الإنساني الناجم عن الحصار الإسرائيلي على غزة.

وأضاف بارزاني، وهو أيضًا أحد كبار قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن “الشعب الفلسطيني لديه الحق الطبيعي في أن تكون له دولة مستقلة”.

ولم يصدر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني المنافس، ومقره في السليمانية، بيانا بشأن الصراع بين حماس وإسرائيل.
وفي حين ظل الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بعيداً عن الأضواء، فقد عارض الحزبان الإسلاميان في كردستان العراق بقوة الهجمات الإسرائيلية على غزة.

في 10 أكتوبر، وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر، نظم الاتحاد الإسلامي الكردستاني احتجاجا في السليمانية للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين.
خططت مجموعة العدالة الكردستانية (KJG) لتنظيم احتجاج في الهواء الطلق في أكتوبر. 20 في أربيل التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني. ومع ذلك، ورد أن المجموعة أجبرت على نقل المظاهرة إلى الداخل من قبل قوات الأمن الكردية. وقد يكون هذا مؤشرا على رغبة السلطات المحلية في إبقاء العروض العامة المتعلقة بغزة عند الحد الأدنى.
السياق/التحليل: السلطات الكردية في العراق تعاني من مشاكل مالية وسياسية عميقة. وتعتمد حكومة إقليم كردستان الآن بشكل كامل على بغداد للحصول على التمويل بعد الأزمة التركية في مارس/آذار. قرار 2023 بوقف تدفق النفط عبر خط أنابيب يستخدم للتصدير.

وكان الدافع وراء هذا الإجراء الذي اتخذته أنقرة هو حكم غرفة التجارة الدولية الصادر رداً على شكوى قدمتها بغداد بشأن صادرات النفط الكردية المستقلة. ولا يريد القادة الأكراد تفاقم هذا الضعف من خلال التورط في صراع إقليمي.
وفي خضم الأزمة المالية، لم تدفع أربيل رواتب موظفيها الحكوميين لشهري أغسطس وسبتمبر. وعلى الرغم من الاتفاق مع بغداد لتقديم القروض، فمن غير الواضح ما إذا كان سيتم دفع راتب شهر أكتوبر أيضًا.

كما كافحت السلطات الكردية لإجراء الانتخابات الإقليمية الموعودة خلال العام الماضي. وبالتوازي مع ذلك، تصاعدت التوترات بشأن الحكم الأخير الذي أصدرته المحكمة الاتحادية العليا والذي يقضي بأن مجالس المحافظات في كردستان العراق تعمل بشكل غير دستوري.

وتولى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مهام منصبه في أكتوبر/تشرين الأول. 2022 بدعم من هيئة التنسيق الشيعية المدعومة من إيران. لقد عارضت العديد من الأحزاب المكونة لإطار التنسيق بشدة الهجمات الإسرائيلية على غزة، كما فعلت القوى السياسية العراقية الأخرى.

في 10 أكتوبر، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، نظم التيار الصدري احتجاجًا كبيرًا في ساحة التحرير ببغداد. وتم تشديد الإجراءات الأمنية عند السفارات الأجنبية. ويأمل السوداني في تجنب تكرار الأحداث التي وقعت في الصيف عندما أحرق محتجون السفارة السويدية بسبب حرق المصاحف في ستوكهولم.
ولطالما استخدم زعماء المنطقة القضية الفلسطينية كوسيلة لتعزيز ثرواتهم المحلية. وإذا تصاعدت الحرب في غزة، فمن الممكن أن تستغل الشخصيات السياسية في بغداد التوترات المتزايدة لملاحقة المنافسين السياسيين الذين يعتبرون غير موالين.

ويجلس الأكراد العراقيون إلى حد ما خارج الديناميكية الأوسع للتضامن العربي مع الفلسطينيين. وبخلاف مؤيدي الأحزاب الإسلامية الكردية بشكل أساسي، لا يوجد دعم شعبي كبير للقضية الفلسطينية بين الأكراد. وربما يعود جزء من هذه الديناميكية إلى التعاون المستمر منذ عقود مع إسرائيل باعتبارها شريكا نادرا يعارض أيضا النفوذ العربي والإيراني في المنطقة.
المستقبل: إذا تصاعد الصراع في غزة، فقد يضع ذلك القادة الأكراد العراقيين في موقف يفضلون تجنبه.

من المرجح أن تكون القواعد في كردستان العراق التي تستضيف القوات الأمريكية أهدافا للجماعات المسلحة العراقية، مما يزيد من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين ويضع السلطات في أربيل تحت ضغط للرد.
ولا يواجه القادة الأكراد في العراق ضغوطاً من دوائرهم الانتخابية للانخراط في الصراع في غزة، ولذلك سيحاولون جاهدين التزام الصمت.

إذا تعرضت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني لضغوط سياسية أو إذا وقعت هجمات كبيرة على أهداف في كردستان العراق، فمن المرجح أن تتراجع إلى الخطاب القومي الكردي حول محاولات تقويض كردستان العراق. ومع ذلك، فإنها لن تتعامل مع القضية الإقليمية بشكل مباشر.
(Caught between friends and foes, Iraqi Kurdistan hopes to avoid Gaza war)
Oct. 23, 2023
https://amwaj.media/media-monitor/caught-between-friends-and-foes-iraqi-kurdistan-hopes-to-avoid-gaza-war