دفع سقوط نظام “البعث” في العراق المسألة الكردية مرة أخرى إلى واجهة الأحداث. ويبدو للمراقب أن الكرد، ولأول مرة منذ تأسيس العراق، باتوا يملكون ثقلاً كبيراً في صناعة القرار ورسم مستقبل هذا البلد. وهذا بدوره -إلى جانب التغيرات التي تشهدها باقي الدول التي يوجد فيها الكرد- سيؤدي إلى أن تتبوأ المسألة الكردية حيزاً مهماً من اهتمام صناع القرار في الشرق الأوسط.

وتبرز أهمية هذا الكتاب فيما يقدمه للمختصين والمهتمين بالمسألة الكردية من فهم للأبعاد المختلفة لهذه القضية. فهو دراسة وثائقية فريدة لبدايات تشكل الحركة الكردية، اعتمد فيها المؤلف منهج التدرج الزمني والتحلي الموضوعي والشمولية في الطرح. حيث يناقش وبصورة ناقدة قضايا عدة في تاريخ الحركة لطالما كانت عند جمهور الباحثين من المسلمات. كما يسلط الضوء على الواقع المعاصر للحركة ويربطه بماضيها، ويعرض العديد من الوثائق العثمانية والبريطانية المتصلة بهذا الموضوع والتي تنشر لأول مرة. والكتاب -بأسلوبه الشيق ومنهجيته التحليلية الموثقة- مصدر لا يستغني عنه الباحثون والمهتمون بتاريخ الكرد وحاضرهم

الحركة الكردية المعاصرة عثمان علي تحمل